لا يمكن فصل الأوضاع القائمة فى بلادنا بالأطماع البشرية فى العالم التى تتمثل فى التاريخ بدول متصارعة تسعى للسيطرة على موارد كثيرة من أجل تحقيق الربح الأكبر لا يهمها فى ذلك ان تسرق تقتل تدمرالمهم أن تبقى هى إلها على الأرض., ولابد من وجود غطاء أيدولوجى فكرى لأنه ضرورة إنسانية فلا يتصور سعى إنسان إلى كل هذا الملكوت بدون فكر , فالإمبريالية فكر , تماما كاللص , فالحرامى صاحب فكر , فكره أن يسرق بخفة وذكاء ليعيش غنيا – للاسف السرقة بدأت فى المجتمعات كضرورة للعيش ولكنها فى بلادنا أصبحت الأصل فى المعاملات!! – الإمبريالية فكر محتواه سرقة العالم , حتى سرقة اللصوص الذين يشاركونه نفس الفكر , هو شديد الأنانية نعم إلا أنه يحتوى على خطة للنهضة , ويمتشق الحرية " طبعا دون التى تضر بأهدافه المعلنة وغير المعلنة " ومبناه الوعى لأفراده بمحتوياته التى مهما تظاهروا بإجرامها إلا أنهم إما موافقون عليها ضمنا وإما مجبرون على ذلك حيث تطحنهم الرأسمالية المتوحشة فلا ترحم منهم أحدا!!. وأتباعه هم أمته , وهو هويتهم أين ذهبوا وحلوا , وإن تظاهروا بغيرها.
اللص إذن ذو قضية , وهى أن يسرق , إلا أننا- المسروق - لا نحمل قضية , ولا حتى قضية أن ننسرق , أو إدراك أننا نسرق !!!... المشكلة القائمة حاليا هى مشكلة جهل مركب , وهى تصور الشئ خلاف حقيقته , وهى أشد من الجهل البسيط لأن الأخير هو عدم معرفة الشئ , أما المركب , فيحتاج إلى إزالة التصور المخالف للحقيقة قبل معرفتها , وهنا بداية الإشكالية.
إن علينا ان نسعى فى إعادة الوعى لهذا الكائن الجمعى – الشعب – والذى لابد ان يتمتع بالحرية أولا ليبنى وعيا كافيا للحياة والنهضة , وتتبلور بعدها أمامه مفهوم الأمة لنصبح بعدها ذوا هوية يشار إليها ب "هو" المصرى العربى الحر.
كيف نعيد الوعى؟ لنسأل أولا كيف نعيد الحرية , او كيف نعيد الشعب لذاته , الإجابة هى سؤال آخر , كيف نعيد تفعيل العقل العربى لينظر ويفكر , بحرية ؟؟.
إثارة العقل بالأسئلة وترك النوم على سرير المسلمات من أهم طرق إعادة تفعيل العقل , الأمر ليس صعبا ولكن المشكلة الأكبر , هل بعد إثارة هذا الحصان الكامن , هل سيتخلى عن ثوابته التى تربى عليها , وقاتل وعادى الشرق والغرب من أجلها ,و فجر نفسه وغيره فى سبيلها , أم هل سيتبنى الأنظومة الغربية او غيرها ليدور فى فلكها , أم هل سيأتى بجديد يعيد للبشرية رونقها , ويعيد للأرض نورالعدل الذى به الله خلقها, ام سيقدّر لنفسه هلاكها بسنة إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على آثارهم لمهتدون؟؟؟.
أعتقد أننا قادرون على الاتيان بالجديد العادل الذى يؤمن له اهل الأرض المسروقة المحروقة , حينها فقط ستقوم قائمة المارد الذى خدرته وفجرته اصابع التخلف والهمجية.
*نشر هذا المقال بتاريخ 2 نوفمبر 2005 ,
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق