.... وتطالعنا فى نفس الاوقات , كتب السيرة التى تروى لنا عن نقاش حدث بين عبد الله بن عمرو وبين معاوية بن ابى سفيان فى فتنة الجمل , ومقتل عمار بن ياسر , فكان نقاشه عبد الله لمعاوية ان استنكر البغى وقتل عمار فأجابه معاوية فماذا نفعل؟ قال عبد الله: أليس النبي صلى الله عليه وسلم قال ( تقتلك الفئة الباغية) – مخاطبا عمار- قال معاوية : أنحن قتلناه؟ وإنما قتله علي حيث جاء به إلى الحرب! فقال عبد الله: فحمزة قتله النبي صلى الله عليه وسلم حيث جاء به إلى أحد؟!! , بغض النظر عن نسبة القصة من عدمها , او منطقيتها من غرابتها , فالشاهد فيها هو تبديل الادوار وانكار الفعل الحقيقة لفاعله , وهو ما يتشابه مع فكرة الجبر التى ذاعت فى الفكر السياسى والدينى الأمويين , حين قالوا " لو كره الله شيئا لغيره " وحين قالوا " إنما معاصينا أمر من الله علينا لم نفعله على الحقيقة ولم نملك ان نغيره "...... فما اشبه الليلة بالبارحة حين يمتطى الصهاينة رقاب المسلمين ويقولون هم من وضعوا انفسهم فى هذا الوضع.
ها نحن نمسى بين الكوفة وغزة , وكل هزيمة وخزى وعار يضاف لمخازينا التى لم تعد تعد ولا تحصى فى شتى المجالات , واكبر خزى يقع فيه الناس حين يدعون زورا وبهتانا انهم شعب الله المختار , وما سواهم قردة وخنازير , وان يناموا على سرير المسلمات , ويقولون إنما نحن من آمن بالفطرة , وسنهزم كل الاعداء , ونسوا انهم هم انفسهم بجهلهم وتخلفهم أضعف الضعفاء وأحمق الحمقى , فالنصر يكون كما الهزيمة , بالسبب والمسبب , لا بالدعوى التى لا تبرح مكانها سوى ان تنسب الجور والفساد فى الأرض لله تعالى , او ان تنسب هزيمتها المؤكدة لغضب الله لأن نفرا من ابناءها حلق لحيته يوم الجمعة.....!!
....... تحضرنى ابيات الشاعر حين تحدث عن امله فى رؤية العدل يوما ما يتحقق فى مجتمعات الاسلام فقال : -
إلى متى لا نرى عدلا نسر به.....ولا نرى لدعاة الحق أعوانا
مستمسكين بحــق قائلــين بــه.....ولو تلون أهـل الجور ألوانا
زمن العدل هو زمن الانتصار, وزمن التمكين هو زمن إقامة العدل , ليس العدل الذى يجعل من الحاكم طاغية باسم الشعب أو القانون أو الدين , بل يجعل من الحاكم خادما للشعب بعقد المراضاة الذي بينهما , ليس بالوثوب على السلطة وجعلها هدفا , وكأن رقاب الناس وحرياتها تورث وتباع وتشترى بشعارات تملأ المكان , ولا بادعاء الاغلبية المسيرة ....
ماتزال صرختنا فى واد سحيق , وما تزال رؤيتنا ابعد مما يمكننا , فاليوم غزة والامس الكوفة وبينهما كربلاء وبغداد , والقيروان والمدينة , والقدس ودمشق , فماتزال عقليتنا اضعف من ان تدرك , انها لا تزال على خطأ فى التصور والتصرف , ومازالت تعيش فى كنف المتخيلات , وتحلم احلاما طوباوية وردية , وتنسى الواقع الذى إليه يعود كل شئ , فهذا كلام وهذا عمل , ويبقى الواقع...... يصدق هذا كله او يكذبه.
أزال المؤلف هذا التعليق.
ردحذفبسم الله الرحمن الرحيم
ردحذفالأخ الفاضل مصطفى نزيه . السلام عليكم ورحمة الله .
الحقيقة المُرَّة هي أن الشعوب الإسلامية ـ وهذه حقيقتها في حالة الفرقة ـ تدَّعِي أن كل ما يحدُث من مجيء دولة الصهاينة لفلسطين وما تبعه من احتلال للأرض ، ومن تعذيب وقتل وتشريد للشعب الفلسطيني هو كله بإرادة الله وقدره وأنه أمر الله وموعوده . ألا ساء ما يحكمون .
هي العقيدةالتعقيدية أو سمِّها العكسية لا العقيدة الإسلامية ، والتي تُبنى أصلا على إرادة الله الخير بنا . كيف يريد الله من لليهود أن يعلو فوق رقابنا، وأن يُدنسوا المسجد الأقصى المبارك . والله في محكم الكتاب يقول : { وَلَن يَجْعَلَ ٱللَّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى ٱلْمُؤْمِنِينَ سَبِيلاً } النساء 141 .
فكيف يأمر الله المسلمين بأن لا يكون للكافرين عليهم سبيل ثم يجعل لليهود عليهم كل سبيل .
وقِس على هذا حكم الكافرين في العالم من بريطانيا وحتى أمريكا اليوم .
والذي زاد الطين بلة أن المسلمين حينما يشتد سعير النار التي يكتوون بها تراهم يهرعون للإستنجاد بغيبيات خارقة ؛ فيتشبثون بخرافة المهدي المنتظر ، حيث يقوم هذا المهدي بما لم يقُم به سيد الخلق محمد صلى الله عليه وآله وسلم ، فيُنجد المسلمين بقوة خارقو ومعجزات باهرة ، وقد يتجه آخر إلى أن الله سيُغرق أمريكا بطوفان غامر على غرار (( تسونامي )) . وهكذا تجد المسلمين يزدادون ضعفا وتنفك العُرى بينهم وبين عقيدتهم بسبب معتقدات ما أنزل الله بها من سُلطان . وكلما ابتعدنا عن العقل وجناسه العدل كلما خُضنا في نار الجهل واكتوينا بها .
وشكراً .
الاخ الكريم مصطفى
ردحذفماشاء الله على مدونتك الرائعه تشرفت بزيارتها ووجدت عقل مستنير ورأى يحترم
للاسف العدل اختفى من الامه الاسلاميه واختفى معه النصر والتمكين ولكن بمشيئه الله الخير فى امه محمد الى يوم الدين والله بشرنا بنصر قريب
تحياتى وشكرى