الاثنين، 22 ديسمبر 2008

الندم... إنسان فى البشر


... تتواتر على مسامعنا كل يوم قصص التائبين , من أفعالهم التى اقترفوا , يعودون إلى ربهم , ودافعهم الأكبر هو انهم ملوا الخطأ وادركوا ان ما يفعلون خطأ فى المطلق , ليس هذا مقصور على المسلمين , بل على غيرهم أيضا , فسنة الله فى البشر , ان تراقبهم نفسوهم , فهذه البصيرة التى على النفس , مقتضاها عقل البشرى نفسه , وهو حجته تعالى عليهم , ومناط تكليفهم , والعجيب من البعض انهم يصلون لدرجة كبيرة من الضياع دونما يشعورون بذلك , بل قد يكونوا سببا فى إفساد الاخرين , وصدهم عن سبيل الله , ولكن تأتى توبتهم , كمحاولة لتصحيح المسار , فقد تفوتهم الاوقات , وتاخدهم السنون , وتتغافل عنهم الأقدار والأزمان , حتى يضيع العمر بين جنبات الضياع , وبين ذاك وذاك , بين معجب ومزين , ومتسمع لزخرف القول غرورا , وبين ناقم على المخطئ لظنه الخطأ فى نفسه لذاته , تتفاعل العقول ,لتدرك اين هى ...إن أدركت.

تعجبت كثيرا من انباء تناقلت عن توبة أحدى الممثلات الاستعراضيات الأمريكيات , لم اصدق الخبر , فقد كانت على قدر من الشهرة يحيط زخرفها بحياتها على حداثة سنها , وجمال شكلها وجسمها , دخلت على موقعها لأجدها بدلا من تضع صورها العارية فى كل مكان , تضع رسالة خطتها لكل معجبيها , وكل من افتتنوا بها , رسالة التائب , تقول فيها أنها وجدت الله فى حياتها بعد ان شعرت بكل الضياع , وانها صارت الان مسيحية متدينة , تحيا  من أجل محبة الرب فى حياتها , ففى معتقدها ان الخلاص اليسوعى خلص البشر من كامل خطاياهم , ومن أجل هذا فالله يستحق منها أن تعيش لمرضاته , ومن عجيب كلامها أن تقول أنه لا احد سيستمتع بالنظر إليها غير زوجها كما أمر الله , بعدما كانت حديث الملايين , وصورها تزين مجلات العالم , فهى تسوى الكثير فى عالم يباع فيه البشر بالقنطار.

ذيلت رسالتها بأنها ستعيد لكل من اشترك فى موقعها نقوده , لأنها توقفت عن عرض صورها , وتختم بأنها خادمة المسيح..... عليه السلام.

..... هى أدركت أن الانسان الذى فيها , وفى كل من يقرأ هذه الكلمات , فضلا عن كاتبها , لا يمكن ان يظل عبدا للمادة , او عبدا للجسد الفانى , فضلا عن ان يكون يباع ويشترى فى سوق النخاسة , فى حالة الخواء الروحى تلك , تفر الانفس إلى الدين , بصورته الشاملة , ليس بكونه حقا من باطل , ولكن بكونه – عموما – يدعو لصفاء النفس ومراقبتها , فهى هى اولى خطواتها تبدأ من إدراكها أن للخلق رب خلقهم , وعليهم ان يعبدوه , وإن اختلفنا معها فى المسميات والعقائد والشرائع.

هذا غير واحد على مر الزمن , أدرك فى لحظة الخطيئة انه لم يخلق هكذا , ولن يترك سدى , فالتجربة الف مرة , لن تؤدى إلا إلى نفس النتيجة , النتيجة إلى ان الدنيا ستمحق الخطأ يوما ما , وستهدم بيت العنكبوت حين تدوسه أحداث الزمن , وتدوسه خواطر النفس , وتدوسه ضربات الضمير , فلن يبقى فى الدنيا صنم الجسد , أو طاغوت القوة , بل ستبقى فى النهاية حكمة خالدة , وإرادة قادرلا تعتريه النقائص.

لا أملك إلا ان اقول , ربنا اغفرلنا ولاخواننا الذين سبقونا بالإيمان , ولا تجعل فى قلوبنا غلا للذين آمنوا.. هذه الكلمات كل مااملك لوصف حال التائب , الذي يجب أن نتأسى بتوبته ولا نضيع العمر فى مااضاع العصاة أعمارهم فيه. 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق