الاثنين، 22 ديسمبر 2008

انفصام المتخيل والواقع


..... كل شئ عنده بمقدار... الكون يؤدى وظائفه على سنة ربانية , تختلف عن بعضها ولكنها كلها محكومة بالاتزان الذى يتخذ صورا رياضية ونفسية ومادية فى كل مجال وطريق. فالاتزان الرياضى كاتزان القوى المؤثرة على جسم إذا اختل يتحرك الجسم ليحقق الاتزان مرة اخرى , ويكون فى حالة اختلال الاتزان الاول ايضا متزنا بفعل أداء الحركة , بل وحتى العبثية , تكون متزنة , فالانفجار العبثى الذى ينتشر فى كل مكان " والذى نتج من عدم تحمل جدار حديدى يحتوى على مادة قابلة للانفجار لفعل التفجير فاختل فانفجر" هذا العبث المنتشر أيضا كل ذرة منطلقة منه تتحرك وفق قوى متضادة محصلتها تؤدى للحركة فى اتجاهها ... دون الخوض فى تعقيدات ديناميكية وفيزياقية نخلص إلى ان الاتزان سمة السكون والحركة فى الكون , والسكون حالة خاصة من الحركة , والكلام عن الحركة كلام عن الكون الحادث , والحدوث سمة الكون المتغيردائما فهو ليس قديم.

الحركة ايضا تكون فعلا بشريا محمودا , إلى الامام وهو يسمى بالتطور والتقدم , وسمة الفعل البشرى هى الفكرة , والفكر ما يفرق بين حركة عابثة لحيوان او طفل او هواء عابث بلا هدف – وإن كان متزنا بمنظومة الاتزان الكلية التى اوجدها الله تعالى فى الكون المنظور- وبين فعل بهدف ومقدمات وتفكير متطور.

الإنسان يؤدى وظائفه ضمن كل هذا الكون المتزن , لديه معطيات , تتفاعل ومحصلتها يتحرك فى اتجاهها , فحين يكون فكره متفق مع واقعه , يتحرك إلى الأمام فى دنياه لانطباق الفكرعلى الواقع واجتماعهما معا , وإن كان هناك انفصام كبير بينهما , بأن يجذبه الفكر إلى الخلف إو أى اتجاه آخر غير الأمام الذى تسير فيه الدنيا عادة , انحرفت محصلته وانحرفت وظيفته , وهذا حال بلادنا منذ اكثر من 14 عقد من الزمان , اتكلم عن الأمة والبلد كجماعة لا كفرد او اثنين استطاعوا النجاح على المستويات الفردية.

...هذا الانفصام حدث فى عالمنا بسبب اختلال فهم موضع كل شئ فى حياتنا فحملنا الدين مالم يضعه الله تعالى من أجله , فحملناه مالايحتمل وظلمناه وادعينا أنه يرفع عن الانسان واجب التفكير فى شأنه , من ان يتقيد او يقيد الناس بصورة محددة من العلاقات الاجتماعية والفكرية , التى موسومها الحرية , والتى أكد عليها القرءان الكريم بسعة كبيرة , بفهم المقاصد , التى حين بدأ غزو البلاد المحيطة بالحجاز بعد انتقال النبى صلوات الله عليه , بدأت هذه المقاصد تتحول إلى مفاسد على يد الذين تسلطوا على العباد فأفسدوا الدين والحياة , وظللنا نعانى منها حتى يومنا هذا.

لقد وسع الله الكون برحمته , وكان تعالى أقدر من أن يضع رسالته فيقيدها بزمن او عادة , فتضيع بمرور الزمن.

إن كلامنا صرخة فى واد مادمنا ندور فى فلك قديم , ندعى زورا وبهتانا , وربما بحسن نية من الجهل , أنه من عند الله , وما هو من عند الله.

.... حتى هذا السطر فالمقال السابق تقريرى بسيط أو ربما مركب , إلا أنه لا يجاوز الحبر المكتوب به , مالم يفعل فى عقولنا وقلوبنا , فنحمل مشاعل النور التى رغم عديد المصائب والنكبات لن تنطفئ , ستبقى سنبلة , وستبقى مشعل إلى الإمام..مادمنا نتسلح بالإرادة الحرة , لبلد حر , وعيش كريم.

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق